الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

المجرد والعيني (أو المتعين)

«التجريد» هو عزل صفة أو علاقة عزلاً ذهنياً، وقصر الاعتبـار عليها، مثلما يُجرَّد امتداد الجسم من كتلته، مع أن هاتين الصفتين لا تنفكان عن الجسم في الوجود الخارجي. وتتضمن أبسط العمليات الإدراكية قدراً من التجريد، فالعقل لا يعكس الواقع بشكل مباشر آلي. وحينما يتم التجريد بشكل واع فهو يهدف إلى توفير إمكانية النظر إلى ما يَتصوَّر المرء أنه أهم سمات ظاهرة ما وحدودها في صورتها النقية البحتة (جوهرها)، دون أن يراعي مختلف التأثيرات الثانوية والجانبية والعرضية. وهي عملية تحديد وفَصْل ـ أي تعيين حدود ـ يتم من خلالها اسـتبعاد جزئيات وتفاصيل وصـولاً إلى الظاهرة التي يحاول العقل فهمهـا، فالتجريد من ثم إستراتيجية تحليلية أساسية. وهو مسألة أساسية في عملية صياغة النماذج وفي عملية استخدامها واكتشافها.

و«العيني» هو «الشخصي»، وهو ما يُدرَك بالحواس، ولذلك نُسب إلى العين، وهو أهم ما يميِّز أي شيء نوعي أو فردي. ويُستخدَم المصطلح ليشير إلى حادثة مفردة أو موضوع خاص، فيمكن أن نتحدث عن «تفاحة حمراء»، وهذا شيء عيني، أما «الفاكهة» فهي شيء مجرد، أي أن «المعيَّن» أو «المتعين» أو «العيني» يقابل «المجرد» أو «المحسوس».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق