- نسق من الآراء التي ترفض الاعتقاد بما يتجاوز الطبيعة (الأرواح والآلهة والحياة بعد الموت، الخ). ويفسر المذهب الإلحادي مصادر الدين وأسباب ظهوره، وينتقد الاعتقادات الدينية القطعية من وجهة نظر الدراسة العلمية للكون، ويشرح الدور الإجتماعي للدين ويبيّن كيف يمكن التغلب على الأحكام المبتسرة الدينية. وقد ظهر المذهب الإلحادي وتطور مع إزدياد المعرفة العلمية. وفي كل مرحلة من التاريخ كان المذهب الإلحادي يعكس مستوى المعرفة الذي تم بلوغه، ومصالح الطبقات التي كانت تستخدمه كسلاح ايديولوجي. فالأساس الفلسفي للمذهب الإلحادي هو المادية. ويتحدد المضمون الموضوعي والعيوب الخاصة بكل شكل من أشكال المذهب الالحادي، بالظروف الاجتماعية والإقتصادية المعينة، ومستوى تطور العلم، وتطور الفلسفة المادية. وقد تشكل المذهب الإلحادي كنسق من الآراء في المجتمع العبودي. فقد كانت هناك عناصر إلحادية كثيرة في مؤلفات طاليس وأنكسيمانس وهرقليطس وديمقريطس وأبيقور وأكسينوفان. فقد فسروا كل الظواهر بأسباب طبيعية. وكان تناولهم ساذجا وتأمليا وجمع بين رفض الإيمان الديني والاعتراف بالآلهة. وفي العصور الوسطى عندما كانت السيادة للكنيسة وللدين لم يحرز المذهب الإلحادي تقدما كبيرا. وكانت للمذهب الالحادي البورجوازي أهمية كبيرة عند بعض الفلاسفة – سبينوزا والماديون الفرنسيون، وفيورباخ وغيرهم. فقد لعب قيام الالحاديين البورجوازيين بكشف الطبيعة الرجعية للكنيسة دورا تاريخيا في النضال ضد الاقطاع وسهّل عملية إزالته. ومع ذلك فإن المذهب الالحادي البورجوازي كان غير متماسك وكان محدودا، وكان ذا طابع تنويري ولم يكن يخاطب الشعب وإنما دائرة ضيقة من الناس. وكان الديمقراطيون الثوريون الروس الماديون نشطين ومتماسكين. واكتسب المذهب الالحادي أكثر صوره تماسكا في الماركسية اللينينية. فإن مصالح الطبقة العاملة ومركزها ودورها في المجتمع تتفق مع الاتجاهات الموضوعية للتطور الاجتماعي. ولهذا السبب فإن المذهب الالحادي الماركسي متحرر من الحدود الطبقية التي كانت تميز أشكال المذهب الالحادي السابقة على الماركسية.
الجمعة، 8 مايو 2009
المذهب الالحادي / Atheism
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق