- (1) في الفلسفة هو الرغبة في تفسير تطور المجتمع بقوانين الطبيعة (الأحوال المناخية والبيئة الجغرافية والإختلافات البيولوجية والجنسية بين لشعوب الخ). والمذهب الطبيعي قريب من مذهب مركزية الإنسان في الكون الذي لم يتبين أيضا القوانين النوعية التي تحكم الحياة الإجتماعية. وعلى حين لعب المذهب الطبيعي في القرنين السابع عشر والثامن عشر دورا إيجابيا في الكفاح ضد النزعة الروحية، إلا أنه أنحط واستحال بعد ذلك إلى نظرية مثالية رجعية. وهو يضم مذهب مالتوس والنظرية العضوية للمجتمع عند سبنسر ونظرية الدارونية الاجتماعية.(2) نسق من الآراء الجمالية في الفن، ومنهج فني مطابق تشكل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وقد صاغت الوضعية عند كونت وسبنسر و هـ. ا. تين وغيرهم الأساس الفلسفي للمذهب الطبيعي. ولا يحاول المذهب الطبيعي أن يسبر غور العمليات الضاربة في العمق والجوهرية عن الواقع، وهو يرد التصوير الفني إلى نسخ الأشياء والظواهر المفردة. وقد ظهرت الطبيعة المتناقضة للمفهوم الجمالي في المذهب الطبيعي بشكل رائع في أعمال أميل زرلا، وهي طبيعة كانت تصطدم في أغلب الأحيان بآرائه النظرية ("الرواية التجريبية" 1880، "الطبيعة في المسرح" (1881) حول تطابق الظواهر الاجتماعية والبيولوجية واستقلال الفن عن السياسة والأخلاقيات الخ. إن التركيز على الجانب الفسيولوجي للحياة والتشوق إلى اللهو البدائي والإفراط في الحساسية والميلودراما هي الملامح المميزة للفن الطبيعي المعاصر المعبر عنه بأساليب فنيه مختلفة: الروايات المكثفة والكوميديات الموجزة وأفلام قطاع الطرق والقصص البوليسية واللوحات عن العاهرات والرسوم الطبيعية، وفي إيقاع موسيقى الجاز كما هي في رقصات الروك اندرول والتويست. وإن أفكار السلمية والنأي عن الصراع الاجتماعي وعدم الاكتراث بأفراح الناس وآلامهم والتركيز على الجوانب المنحطة في الحياة الإنسانية كما يروج لها (بطريقة مباشرة أو ملتوية) دعاة المذهب الطبيعي تجعلها قريبة من أصحاب النزعة الشكلية، مثل السورياليين.
الجمعة، 8 مايو 2009
المذهب الطبيعي / Naturalism
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق