- أول مجتمع طبقي متطاحن، نشأ على أنقاض النظام المشاعي البدائي. وقد وُجدت العبودية بدرجة أو بأخرى في جميع البلدان. وبلغ هذا النظام أعلى أشكال تطوره في اليونان القديمة وروما القديمة حيث كان العبيد قد أصبحوا القوة الإنتاجية الرئيسية للمجتمع. وكان ملاك العبيد في النظام العبودي يشكلون الطبقة الحاكمة. وكانت تنقسم إلى عدة مجموعات مختلفة: كبار ملاك الأراضي، وملاك الورش الكبيرة والتجار، والمرابين. وكانت الطبقة الرئيسية الثانية تتكون من العبيد العديدين المستغَلين، وإلى جانب هاتين الطبقتين الرئيسيتين في النظام العبودي كانت توجد المراتب الوسطى من السكان: صغار الملاك الذين يعيشون بعملهم الخاص (الحرفيون والفلاحون) والبروليتاريا المنهكة، المؤلفة من الحرفيين والفلاحين المحطمين. وكانت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والعبيد من قبل ملاك العبيد تشكل أساس علاقات الإنتاج السائدة في النظام العبودي. وقد وصل استغلال العبيد – القائم على القهر الاقتصادي الزائد – إلى حدود بشعة. وأضهر العبيد – لمواجهة هذا الاستغلال والقهر – إنخفاظا في إنتاجية العمل وحطموا أدوات الانتاج. وكان فائض الانتاج الذي يخلقه كل عبد فائضا عديم القيمة. ولكن الفائض الاجمالي للانتاج – نظرا للعدد الضخم من العبيد المستغَلين والرخص الشديد لعملهم – كان كبيرا نسبيا. وعلى هذا الأساس أصبح من الممكن حدوث بعض التقدم الاجتماعي والتقني وتطور العلم والفنون والفلسفة. وقد ظهرت الدولة وتطورت مع ظهور النظام العبودي. وتاريخ العبودية كله هو تاريخ الصراع الطبقي. فإن الصراع الطبقي يبلغ أعلى نقطة له مع انهيار النظام العبودي. وتتداخل إنتفاضات العبيد مع صراع الفلاحين الصغار المحطمين ضد كبار ملاك الأراضي. وقد عجل الغزو بانهيار النظام العبودي في روما. وقد حل الاستغلال الإقطاعي محل شكل الإستغلال القائم على إمتلاك العبيد. ولم يختف أسلوب الانتاج القائم على إمتلاك العبيد إختفاء تاما بانهيار النظام العبودي، وإنما استمر في الوجود بدرجة أو بأخرى في فترة الاقطاع والرأسمالية.
الجمعة، 8 مايو 2009
النظام العبودي / Slave-owing System
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق