الثلاثاء، 5 مايو 2009

العلم / Science

  • شكل للوعي الاجتماعي يمثل نسقا متطورا – تطورا تاريحيا – من المعرفة التي يصير التحقق من صدقها وتحديدها على نحو أكثر دقة خلال خبرة المجتمع العملية. وتكمن قوة المعرفة العلمية في طابعها العام وكليتها وضرورتها وصدقها الموضوعي. والعلم – على النقيض من الفن الذي يعكس العالم في صور فنية – يدرك العالم في مفاهيم بواسطة التفكير المنطقي. وعلى النقيض مباشرة مع الدين يقيم العلم نتائجه على الوقائع. وتكمن قوة العلم في تعميماته، فهو فيما يتجاوز العرض والارتجال يجد ويدرس القوانين الموضوعية، التي بدونها يكون النشاط العملي الواعي والغرضي مستحيلا . وحاجات الانتاج المادية ومتطلبات تطور المجتمع هي القوة الدافعة للعلم. ويكمن تقدم العلم في انتقاله من وصف العلاقات العلية المتتابعة البسيطة نسبيا والروابط الجوهرية، إلى صياغة قوانين أكثر عمقا وأساسية للوجود والتفكير. ولا يلغي جدل المعرفة العلمية والاكتشافات والنظريات الجديدة النتائج السابقة ولا ينفي صدقها الموضوعي، وإنما هو يرسم حدود تطبيقها ويحدد مكانها في النسق العام للمعرفة العلمية. ويرتبط العلم ارتباطا وثيقا بالنظرة الفلسفية العامة للعالم، التي تسلحه بمعرفة بأعم القوانين التي تحكم تطور العالم الموضوعي، وبنظرية المعرفة وبمنهج في البحث. والمثالية تفضي بالعلم إلى طريق اللاادرية الأعمى وتـُخضِعه للدين. وفلسفة المادية الجدلية هي وحدها القادرة في يومنا الحاضر على أن تكفل التناول الصحيح للواقع، وفتح السبيل إلى تعميمات واسعة ومثمرة. ويؤثر العلم بدوره تأثيرا عظيما في مجرى تطور المجتمع، باعتبار أنه ينشأ عن متطلبات النشاط الانتاجي للمجتمع، وطبقا للتأثير المنبه الدائم لهذا النشاط. والانتاج اليوم لا يمكن تصوره بدون العلم الذي ينمو دوره باطراد. ومع تقريب العلم أكثر إلى الانتاج في عملية بناء الأساس المادي والتقني للشيوعية، فإنه يصير قوة انتاجية مباشرة للمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق