- (الأعمال بعد علم الطبيعة).1- بدأ إستخدام مصطلح الميتافيزيقا في القرن الأول قبل الميلاد، للإشارة إلى جزء من تراث أرسطو الفلسفي. فقد دعا هذا الجزء الهام من مذهبه الفلسفي "الفلسفة الأولى"، وهي تلك التي تدرس المبادئ "الأعلى" لكل ما هو موجود، والتي لا تبلغها الحواس، ولا يستوعبها إلا العقل المتأمل، والتي لا غنى عنها لكل العلوم. وبهذا المعنى كان مصطلح الميتافيزيقا جاريا فيما أعقب ذلك من الفلسفة. وفي فلسفة العصور الوسطى أخضعت الميتافيزيقا للاهوت. وحوالي القرن السادس عشر وما تلاه، كان مصطلح الميتافيزيقا يستخدم بنفس معنى مصطلح الانطولوجيا (مبحث الوجود). وعند ديكارت ولايبنتز وسبينوزا وغيرهم من فلاسفة القرن السابع عشر، كان مصطلح الميتافيزيقا لا يزال مرتبطا إرتباطا وثيقا بالعلوم الطبيعية والإنسانية. وتحطمت هذه الرابطة في القرن الثامن عشر فحسب، وخاصة على أيدي فلاسفة مثل فولف.2- في الأزمنة الحديثة نشأ فهم لميتافيزيقا على أنها منهج غير جدلي في التفكير، نظرا لما تتميز به من أحادية الجانب وذاتية في المعرفة؛ فهي تنظر إلى الأشياء والظواهر على أنها نهائية وغير قابلة للتحول، ومستقلة كل منها عن الأخرى؛ وتنكر أن التناقضات الكامنة هي مصدر تطور الطبيعة والمجتمع. ومن الناحية التاريخية، فإن هذا الأمر فسرته حقيقة أن المعرفة العلمية والفلسفية – في الأزمنة القديمة وخلال عصر النهضة – كانت تعتبر الطبيعة كلا في حركة تفضي إلى تطور؛ وبعد ذلك، ونظرا لتعمق وتغاير المعرفة العلمية، فإن هذه المعرفة قسمت الطبيعة إلى عدد من المجالات المنعزلة، كل منها يبحث دون أي رابطة مع المجالات الأخرى. وكان هيغل أول من استخدم مصطلح الميتافيزيقا بمعناه اللاجدلي. ولكنه لم يفسره ولم يبرره. وهذا ما فعله ماركس وانجلز، اللذان عمما معطيات العلم والتقدم الاجتماعي. وبرهنا على الافلاس العملي للتفكير الميتافيزيقي ووضعا في مقابله منهج الجدل المادي
الجمعة، 8 مايو 2009
الميتافيزيقا / Metaphysics
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق